يذكرنا الاحتفال اليوم بمولد النبي صلى الله عليه وسلم بالبدايات الاولى للاحتفال به في ظل الدولة الفاطمية التى ظهرت في القرن (الخامس) الهجري.

وتذكر كتب التاريخ ان الفاطميين هم أوّل من احتفل بذكرى المولد النبوي الشريف، كما احتفلوا بغيره من الموالد الدورية التي عُدت من مواسمها.

ففي سنة 488 هـ (تحت خلافة المستعلي بالله) أمر الأفضل بن أمير الجيوش بدر الجمالي بإبطال الاحتفال بالموالد الأربعة وهي المولد النبوي ومولد الامام علي و مولد السيدة فاطمة الزهراء و مولد الامام الفاطمي الحاضر.

وقد وصف الدكتور عبد المنعم سلطان في كتابه عن الحياة الاجتماعية في العصر الفاطمى الاحتفالات آنذاك فقال: "اقتصر احتفال المولد النبوى في الدولة العبيدية (الفاطمية) بعمل الحلوى وتوزيعها وتوزيع الصدقات، أما الاحتفال الرسمى فكان يتمثل في موكب قاضى القضاة حيث تُحمل صوانى الحلوى، ويتجه الجميع إلى الجامع الأزهر، ثم إلى قصر الخليفة حيث تلقى الخطب، ثم يُدعى للخليفة، ويرجع الجميع إلى دورهم. أما الاحتفالات التى كانت تلقى معظم الاهتمام فكان للأعياد الشيعية".

احتفالات الفاطميين بالمولد النبوي استمر حتى انتهاء الدولة الفاطمية تماما، لكن تلك الطقوس عادت لتبرز مرة اخرى في عهد الدولة الرسولية (626-858).

واليوم وبعد ما يقرب من ستمائة عام على احياء اخر فعالية للمولد النبي في عهد الدولة الرسولية تعود هذه الظاهرة من جديد في اليمن، من خلال طقوس جديدة اهمها: ( تزين الشوارع ، رش المساجد وطلائها ، ترميم المنازل وتزينها واقامة المهرجانات الخطابية والمسابقات الدينية والانشادية).

وهكذا تتجدد تلك العادات مرة اخرى في المجتمعات الاسلامية لتظهر مدى الحفاوة والتكريم للنبي صلى الله عليه وسلم ولكن مثل تلك المبالغات في الاحتفاء جعل من بعض علماء السنة يستنكرون ذلك بل واعتبروه شركا بالله في وحدانية العقيدة والعبادة وهنا وجه الخلاف بين الفئتين ، والمهم هو ان الربط بين الاحتفالات الدينية والعمل السياسي في المجتمع قد يقود الجميع الى صراعات لا نهاية لها لانه لا تهدف الا الى السيطرة على الشارع اليمني واستعراض للقوة على حساب حاجة  المواطن واستغلال ضعفه لتسخيرها في سبيل صراعات سياسية لا جدوى منها .