الجمعة, 29-مارس 2024- الساعة 11:32 ص - آخر تحديث: 09:47 م (18:47) بتوقيت غرينيتش

محمد سالم بارمادة

مأرب ترفض الجاهلية الأولى

محمد سالم بارمادة

سيبقى اليمن بعمقه العربي

محمد سالم بارمادة

أتعرفون ماذا تعني المواطنة ؟

ياسين سعيد نعمان

وطن النجوم.. وجورج قرداحي
د. عبده مغلس
القطرنة امتهان للكرامة وإساءة للرسول والرسالة
د. عبده مغلس

الاحتفال الحقيقي برسولنا محمد عليه الصلاة والسلام، هو باستعادة رسالته ودوره الرسالي من اختطاف الإمامة والفقه المغلوط.


فالإسلام دين الكرامة الإنسانية، والرسول عليه الصلاة والسلام رحمتها، فلقد كرم الله الإنسان قبل وجوده، بجعله الخليفة في الأرض، وأسجد له الملائكة، بعد منحه المعرفة والتمييز والعقل، بنفخة الروح، وخلقه بأحسن تقويم، واختار له دين الإسلام، دين الحرية والكرامة والعبادية والإستخلاف، وأرسل له الرسل والأنبياء ليصححوا له مساره وانحرافه، وأنزل معهم الكتاب والحكمة، ليعلموا الناس الكرامة والقسط، وختم دينه الإسلام وأتمه، بالرسول والرسالة الخاتم، وجعل اكتمال دينه بكتابه القرآن، دليل العروج الإنساني نحو الله، ونحو العلو والكمال للإنسان، والعبادية الحقة لله دون سواه، وإخراجه من عبادة الأرباب إلى الإله الواحد رب الأرباب، وبه مفاتيح الصعود والرقي للإستخلاف في الأرض وتسخيرها، وجعل الله من الرسول الأعظم محمد عليه الصلاة والسلام، الرحمة المثلى للإنسان والعالمين، ونموذج الخلق الأعظم للإنسان، والرافع عنه الأصر والأغلال، تلك هي حقيقة الرسالة والرسول، نموذجًا حقيقياً لكرامة الإنسان وتميزه، وابرازاً مكنملاً لجوهر الرسالة والرسول، وأسوة حية حفظها الله في كتابه ترافق الإنسان حتى اكتمال استخلافه ووجوده في يوم الحق.   


اليوم تحتفل الإمامة الحوثية بصنعاء بذكرى هذا الميلاد للرسول العظيم، ولرسالته العظيمة، بصورة مغايرة، تتعمد فيها قتل الرسول والرسالة بإخراجهما من جوهرهما ومضمونهما الرسالي والرسولي.
فما مارسته وتمارسه الإمامة، من قطرنة وتخضير لأجساد بعض اليمنيين، ليس فيه كرامة الرسالة ولا رحمة الرسول للإنسان، وإنما إخضاع وإذلال للإنسان اليمني.


فالإمامة الحوثية عندما تصبغ الجدران والأجساد والسيارات بلونها الأخضر، تحت مسمى الإحتفال برسول الرحمة عليه الصلاة والسلام، فهي تقول للمواطن اليمني الذي استجاب لدعوتها، أنت عندنا متاع، لا تفرق عن هذا الجدار وهذه السيارة، فلا قيمة لك أو لعقلك أو لكرامتك كإنسان.


إنهم يفرغون مضمون رسالة الإسلام من مضامينها، ويفرغون الرسول عليه الصلاة والسلام من دوره الرسالي والريادي والقيادي، ويحرفون بوصلة الرسالة والرسول بهذا القبح والزيف.
إنهم يقودن الناس لجعلهم قطيعاً بهيمياً، لا يعقل ولا يفكر، بإبعادهم عن الدلالة الحقيقية للرسالة والرسول وميلاده، ليحكموا السيطرة  عليهم.    
الإحتفال الحقيقي بميلاده عليه الصلاة والسلام، ليس بإلغاء العقل والدين، بل بإبراز الترابط بينهما، هذا الترابط الذي يحقق للإنسان جوهر وجوده وحياته واستخلافه وكرامته، وهذا يتم بإبراز مضامين رسالته عليه الصلاة والسلام التي حفظها القرآن، وإبراز مضامين منهج وسلوك دعوته وإبلاغه، الذي حواه صحيح سنته عليه الصلاة والسلام .  


هذا الإفراغ المتعمد للمضامين الحقيقية للرسالة، والمضامين الحقيقية للدعوة والإبلاغ والخلق العظيم، للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، يهدف لدعم الإمامة كإيدلوجيا سياسية، قائمة على معتقد فقهي مغلوط، وظفت من خلاله الدين للتسلط والحكم، وعمدت إلى بناء مرتكزات حكمها الثلاثية (التجهيل، التجويع، البطش) وفق الأرضية الدينية المغلوطة، القائمة على الإمامة وأهل البيت.


بينما الإمامة وأهل البيت كإيدلوجيا سياسية للحكم والسلطة لا وجود لهما كدين ولا أساس لهما في دين الإسلام.


ومن خلال هذه الأرضية الدينية المغلوطة، وثلاثية التجهيل والتجويع والبطش، أخرجت الإمامة بعض اليمنيين، من الفعل والوجود الإنساني العقلي، إلى الفعل والوجود ألا إنساني وألا عقلي، والذي وصل في ضلالاته العقلية لمرتبة أدنى من الحيوان، كما وصف الله في سورة الأعراف الآية ١٧٩. 


فتاهوا بين قطرنة أجسادهم في الماضي وتخضيرها في الحاضر، ولا مجال أمام هؤلاء للإنتصار ،لإنسانيتهم وكرامتهم، ورسالتهم ورسولهم، وتميزهم واستعادة وجودهم الإنساني، غير استعادة عقولهم بالانتصار على الإمامة بنسختها القديمة والمعاصرة.
د عبده سعيد المغلس
٨-١١-

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
نص التعليق