في مسعى لحل الملفات العالقة، شكل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس لجنتين لتنفيذ مخرجات الحوار في ما يخص الوضع في الجنوب وصعدة ولجنة لمعالجة الوضع الاقتصادي، فيما تم التوصل إلى اتفاق ينزع فتيل الحرب في مأرب بالتزامن مع تظاهرة بصنعاء للمطالبة بإخراج المليشيات المسلحة من العاصمة وإطلاق سراح المعتقلين.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أمس أن اجتماع هادي ضم رئيس مجلس الوزراء خالد محفوظ بحاح وهيئة المستشارين من المكونات السياسية، حيث اتفق على تشكيل لجنتين لتنفيذ مخرجات الحوار في ما يخص الوضع في الجنوب وصعدة ولجنة لمعالجة الوضع الاقتصادي.
وتم خلال اللقاء استعراض مسودة قرار تشكيل اللجنة الاقتصادية الخاصة بدراسة الوضع الاقتصادي والمالي والمقدمة من الحكومة وقوامها والمهام المناطة بها والأسس التي تحدد زمنها وإطارها ومعايير الكفاءة المطلوبة في أعضائها.
وناقش الاجتماع أيضاً مشروع القرار الخاص بتشكيل لجنة مشتركة لإعداد مصفوفة تنفيذية عاجلة لمخرجات الحوار الوطني خاصة بقضية صعدة ولجنة أخرى مماثلة للقضية الجنوبية والمهام المناطة بتلك اللجان والوزارات المعنية المشاركة فيها ومقترحات بأسماء الخبراء المرشحين من قبل المكونات السياسية التي ستشارك نيابة عنها في هذه اللجان.
معالجات صحيحة
وشدد هادي على أن تقوم تلك اللجان بتنفيذ برامج مزمنة وإيجاد المعالجات الصحيحة للقضايا المتعلقة بتلك المناطق، مؤكداً أن «اليمن بحاجة إلى كفاءات قادرة على الوصول إلى أدق تفاصيل المشكلات ووضع الحلول القابلة للتطبيق، خصوصاً وأننا في مرحلة حساسة».
وفي اللقاء، تطرق هادي إلى المستجدات والتطورات الراهنة على مختلف المستويات الوطنية وما يتصل بالعلاقات الإقليمية والدولية، وقال: «الوضع الراهن صعب ودقيق ويحتاج إلى إخلاص النوايا بصورة صادقة وواضحة».
، مؤكداً «أهمية الحفاظ على كيان الدولة ومؤسساتها الدستورية باعتبار ذلك الضمان الأكيد لتحقيق الأمن والاستقرار والعمل وفقاً لمقتضيات اتفاقية السلم والشراكة الوطنية المرتكزة على أسس ترجمة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل».
تظاهرة صنعاء
في الأثناء، شهدت العاصمة اليمنية صنعاء تظاهرة شارك فيها المئات من الناشطين للمطالبة بإخراج المليشيات المسلحة من العاصمة والمحافظات وسرعة الإفراج عن المعتقلين من شباب الثورة.
ورفع المحتجون لافتات كتب عليها «ثورتنا مستمرة» و«قتلة شهداء الكرامة يسرحون ويمرحون ومعتقلو الثورة خلف القضبان»، وطالبوا بتنفيذ ضمانات مخرجات الحوار وإطلاق سراح معتقلي الثورة.
وطالبت المسيرة التي نظمها المحتجون أمام وزارة العدل بضرورة إخلاء صنعاء وبقية المدن من المظاهر المسلحة وإخراج المليشيات منها وعودة أجهزة الدولة لممارسة مهامها.
اتفاق مأرب
إلى ذلك، قالت مصادر قبلية إن اتفاق أبرم بين زعماء قبليين في محافظة مأرب شرق صنعاء والمسلحين الحوثيين من شأنه أن ينزع فتيل الحرب بين الجانبين في المحافظة الغنية بالنفط والغاز. وقالت المصادر إن «الجهود التي بذلها زعماء قبليون ونواب في البرلمان بدعم من قيادة الجيش اليمني أفضت إلى اتفاق بين رجال القبائل والمسلحين الحوثيين».
وأفادت أن «الاتفاق ينص على تشكيل لجان شعبية من أبناء القبائل بمشاركة منتمين لجماعة الحوثي، تقوم هذه اللجان بمساندة قوات الجيش في حماية أنبوب نقل النفط وأبراج الكهرباء وملاحقة المطلوبين والمتهمين بالانتماء للقاعدة».
وبموجب الاتفاق، سيسحب الطرفان حشودهما من أطراف المحافظة على أن يلتزم الطرفان بإعادة المسلحين الذين لا ينتمون إلى المحافظة إلى مناطقهم.
تحذير
هدّد زعماء القبائل الأسبوع الماضي من أي هجوم للحوثيين على مأرب، قائلين إن ذلك سيجعلهم يهاجمون أنابيب النفط وأبراج الكهرباء، وهو أمر دفع بالسلطات والأحزاب السياسية لممارسة الضغوط على الحوثيين للتراجع عن خططهم لمهاجمة المحافظة.
