الجمعة, 19-ابريل 2024- الساعة 11:10 م - آخر تحديث: 09:47 م (18:47) بتوقيت غرينيتش

محمد سالم بارمادة

مأرب ترفض الجاهلية الأولى

محمد سالم بارمادة

سيبقى اليمن بعمقه العربي

محمد سالم بارمادة

أتعرفون ماذا تعني المواطنة ؟

ياسين سعيد نعمان

وطن النجوم.. وجورج قرداحي
جامع المظفر بتعز.. معلم تاريخي أنهكهه العبث..!!

عندما تجرّنا مساحات فراغنا اليومي إلى مشاهدة التلفاز ، وبالذات تلك القنوات العالمية التي ترتبط بنشر الثقافة العالمية القائمة على ركيزة الأثر التاريخي وتلك الاهتمامات والرعاية التي تتلقاها موروثات أسلاف تلك الشعوب.. وهي التي قد تقل كثيراً عن تلك التي خلّفها لنا أسلافنا اليمنيون فإننا بحق نشعر معها بالغبن ودموع تقطّرها قلوبنا قبل عيوننا مما نشاهده ونسمع عنه من تشويه، إما متعمد أو عن جهل يقوم به البعض ضد موروثنا التاريخي الذي يكاد ينقرض بفعل أيادٍ عابثة، طامعة، مريضة، بلا ضمير..
من يدمّر آثارنا..؟
سيكون معيباً علينا إدخال الحقوق التاريخية للإنسان اليمني، وهي تلك المرتبطة بالموروث الثقافي، والأثري ضمن الأجندات السياسية ومهاتراتها لنا أن نكون حزبيين كما نشاء، ولكن علينا أن ندرك أن هناك خطوطاً تستوجب علينا جميعاً أن نقف عند حدودها لنكون سواتر صد لكل من يحاول العبث أو الاستهتار بها أو التقصير عن قيام الجهات المعنية بمسئوليتها في المحافظة عليها، وحمايتها من الإندثار.. كون ذلك الموروث الإنساني هو حقوق تتوارثها الأجيال القادمة، وهو ما يفرض علينا جميعاً أن نقف بالمرصاد لكل ما تتعرّض له الكثير من المواقع الأثرية من نهب وسلب وتدمير، لأن أغلب ممن يُنسبون إلى دوائر المسئولية الوطنية وبفعل موت ضمائرهم أصبحت آثارنا وكنوزنا التاريخية في أسواق مافيا الآثار الدولية.. بينما مواقع أثرية بحجم آثار الدولة الرسولية.. معرّضة للانهيارات نتيجة لتلك السياسات المجهولة التي تعتمدها الجهات المعنية بحماية الآثار ورعايتها.. والتي تمنح التصريحات تحت مسميات فضفاضة، وهي الترميمات لجهات خارجية بالتعاون مع جهات يمنية للقيام بعملية ترميم لهذا الموقع أو ذاك.. كما حدث لجامع الأشرفية والمدرسة المظفرية بتعز، والتي يقول البعض بقيام تلك الجهات باستخراج ما تركته الدولة الرسولية بملوكها وأمرائها في أقبية تلك المواقع بطرق سرّية، وإخفائها في ظل غياب الضمير الرقابي الرسمي الذي يتوجب ملازمة تلك الجهات وحفرياتها، والدخول والخروج أيضاً برفقتها، حفاظاً على حقوق البلد التاريخية وأجيالها القادمة، ليكون مسجد المظفر هنا أحد العلامات البارزة والشاهدة على صدق قولنا، كون موقع المدرسة المظفرية الواقعة في الطابق الأرضي للمصلّى والذي يتم الدخول إليه من الأبواب المجاورة للمقبرة قد تعرض للعبث وأعمال الحفريات غير المبررة من قبل جهات أجنبية ومعها يمنيون من جهات رسمية.. تحت مبرر إجراء الترميمات.. إلا أنهم تركوا عبثهم وغادروا بعد الوصول إلى ما كانوا يبحثون عنه، وهناك من الصور والشهادات ما تدل على ذلك.. ليس كل هذا هو مصدر اهتمامنا.. وإنما هناك قضية أخطر تقف عليها اليوم، تتمثل في الأعمدة الحاملة لجامع المظفر نفسه الذي يعاني الطابق الأعلى للمصلى تشققات خطيرة قد تؤدي إلى انهياره بفعل تلك الحفريات التي تمت وتُركت تتآكل مع بعضها لتحدد بتناثرها موعد زوال المظفر، المدرسة والمصلى والأثر التاريخي الذي زيّن مدينة تعز طوال 900عام مضت وإن كانت منارته المدخلة بطرازها الذي لا يمت للمظفر وطرازه من قريب أو بعيد والتي تم إنشاؤها حديثاً بعد انهيار منارتها الأولى آخر أيام حكم الإمام أحمد، هي التي ستبقى منتصبة كونها قد بنيت على أساس تعدد المهام والحضور واستقلالية المكان الذي تم إقامتها عليه.
كل شيء كان ممنوعاً
الأخ عصام أحمد علي الدهي ـ المقيم في جامع المظفر قال: إلى قبل أربع سنوات كان لا يُسمح لأحد بالدخول إلى الطابق الأرضي لجامع المظفر والذي يُعرف بالمدرسة المظفرية.. بالرغم من أن أبوابه الواقعة في اتجاه المقبرة داخل سوره الشمالي كانت مغلقة بركام من الأحجار العادية بعد تآكل الأبواب القديمة وحتى في الفترة التي لوحظ فيها انبعاث روائح كريهة من الموقع.. ولكن بصراحة لم يكن أحد يتوقع أن مصدرها الطابق السفلي للمظفر، عندما جاء فريق من الأجانب ومعهم يمنيون كما قالوا بهدف الترميم للمدرسة والجامع تدافعنا مع شباب الحارة لإشباع فضولنا في مشاهدة ماضي أسلافنا، كان الداخل مظلم جداً وحتى اليوم لكنهم استقدموا إضاءات وكان ما شاهدناه أمر مرعب لم يترك خيالنا حتى الآن، عندما وجدنا بالغرفة الواقعة بيسار المدخل والمدفون فيها الشيخ البيحاني رحمه الله ما يقارب من 38 جثة مرمية بفناء الغرفة، وكانت صدمتي الأكبر أن من بين تلك الجثث جثة جدتي، التي تم دفنها في المقبرة المجاورة منذ فترة وهي مقبرة صغيرة مكتظة بالقبور، جمعنا تلك الجثث وقمنا بدفنها بقبر جماعي.
كانوا يخرجون العمال
ويواصل.. عصام الدهي: لم نكن نعلم أن فريق الترميم ذاك كان متعمداً في إدخالنا للمشاهدة عند ما جاء أول مرة والهدف تخلصهم من تلك الجثث المرمية في طريقهم عندما انتهت مهمتهم قاموا بتركيب أبواب جديدة بدلاً عن الأحجار التي كانت تسد الأبواب ومن ثم استقدموا عمالاً وبدأت عملية الحفريات بالطابق الأرضي، ومنعوا الجميع من الدخول إليه من غيرهم والعمال، وبنفس الفترة قاموا بنقل رفات الشيخ البيحاني من موضعه الداخلي إلى قبر جديد أقاموه في الخارج، وفي الوقت الذي كانت تجري فيه الحفريات بالأسفل.. قاموا باستحداث حفريات في باحة المصلى في الطابق العلوي بقطر 3*3 وعمق 12 متراً إلى الأسفل من المشاهد الغريبة التي كانت تحدث هي أنهم بين حين وآخر كانوا يطلبون من العمال مغادرة الطابق الأسفل إلى الشارع ليبقى في الموقع الفريق الأجنبي ومعهم شركاؤهم من اليمنيين في الفريق، كان هذا الأمر يتكرر كثيراً، وعندما تساءل العمال عن سبب إخراجهم يقولون إنهم عندما يجدون شيئاً غريباً يتم إخراجهم، وكنا نلاحظ أعضاء الفريق في تلك الأيام عندما يخرجون يكونون مصحوبين بأشياء محمولة في أياديهم، وقد تم إخفاؤها في «جوانٍ»، أو أكياس، لكننا لا نستطيع أن نجزم بماهيتها.
ويضيف عصام بالقول: كما كانت بداية الترميمات مفاجئة وغريبة الترتيب كان توقفها المفاجئ هو الأكثر غرابة، وهو الذي جعلنا نضع كثيراً من الأسئلة حول النوايا الحقيقية التي كان يحملها ذلك الفريق الذي مع الأسف حمل الصفة الرسمية فيما قام به، وعندما توقف عملهم وذهبنا لنشاهد ما عملوا كان المشهد مقرفاً ومؤلماً لنا، نحن من عشنا حول هذا الموقع الذي يمثّل لنا رمزاً جميلاً لروعة وعبقرية أسلافنا كانت الأتربة تغطي كل شيء وحتى الآن نتيجة للحفريات العشوائية التي حدثت وكذا وجدنا جدران أحجار الياجور القديمة والأخشاب التي استقام عليها المظفر منذ 900 عام قد خُلعت واستبدلت في بعض المواضع بأحجار ومواد إسمنتية جديدة، وهناك بعض المداخل المؤدية إلى فصول المدرسة المظفرية وحماماتها قد أُغلقت هي الأخرى بأحجار وأسمنت وهو ما يضع الكثير من التساؤلات.. والحقيقة إن بعض المراجع التاريخية أشارت إلى أن بناء المدرسة المظفرية وقواعدها وكثيراً من أخشابها التي تغطي جدرانها وسقوفها كانت من أخشاب العود الزكية الرائحة، وهذه واحدة من مميزات المظفر، ومن عجائب ما وجدناه بعد مغادرة الفريق “ دوح” حفرة بعرض مترين ونيف تقريباً وبعمق 6 إلى 7 أمتار، وهي ملبّسة بالجص القديم وأرضية تدل على الإتقان في صناعة مواقع التخزين لأسلافنا، وتقع الحفرة بالقرب من قبر الشيخ البيحاني الذي تم نقله منه، مما يدل على أن ذاك الفريق كان لديه علم مسبق بالمواقع التي سينفذ حفرياته فيها في الطابق السفلي للمظفر ووجدت الحفرة التي تُعرف بالدوح خاوية من أي شيء غير جزئيات لامعة في قاعها تظهر عند توجيه الضوء من فوهتها إليها.
تشققات الأعمدة اتسعت
ويختم عصام حديثه بالقول: أتمنى أن يقوم الأخ شوقي أحمد هائل، محافظ تعز بزيارة جامع المظفر ليشاهد بأم عينيه ما أحدثه ذلك الترميم المزعوم من أثر سلبي على الأعمدة التي يقف عليها المظفر، حيث ستشاهد التشققات الكبيرة في الأعمدة العلوية، فكيف بالمصلى والحاملة للقباب فإذا كانت التشققات قد أصابت الأعمدة العلوية بوضع حواملها الأساسية في الطابق الأسفل الذي تم نخره بالحفريات الأخيرة، وزاد الطين بلة إغلاقهم للمداخل الداخلية المؤدية إلى بقية المساحة السفلية.. وكأنهم يخفون شيئاً مريباً يحيق بمستقبل هذا الصرح التاريخي إلا إذا كان قصدهم من إغلاقه هو منع الدخول إليه بهدف عودتهم لاستكمال حفرياتهم لصيد ما نجهله.. ويواصل: تعرّض المظفر للكثير من الإهمال والتعمد في تدميره.. لقد سبق نهب كل محتوياته من الكتب والمصاحف التاريخية ذات القيمة التي لا تقدّر بثمن، ولم يلتفت إلى ذلك أحد إلا بعد عملية التجفيف لتأتي جهات رسمية في الوقت الضائع لتجد ما لا يزيد عن خمسة كتب ومخطوطات قديمة هي كل ما تبقى من الماضي لتضعها في دولاب وحيد وتُحكمها بسلسلة حديدية ليتم تطويقها بعدة أقفال لكل دائرة معينة قفل فيها يُقال حتى لا يتم فتحها إلا بحضور الجهات الحاملة لمفاتيح أقفالها.
العشوائية أضاعت النقوش
الأخ العزي محمد مصلح، مستشار الآثار في الصندوق الاجتماعي للتنمية بتعز يقول: تعرّض المظفر لعملية طمس لآثاره المتعلقة بالنقوش والزخارف والكتابات التاريخية والتي تغطي جدران الجامع وأعمدته وهي نتيجة للعشوائية التي تتم كل عام من قبل بعض الناس بهدف تجديده قبل شهر رمضان، فيتم رشه بالنورة والجص.. دون دراية بالنتائج السلبية التي يخلّفونها بعملهم هذا كونها عملية تؤدي إلى طمس تلك النقوش والزخارف والكتابات.
إلا أن ذك لا يعني غياب الوسائل في استعادة تلك النقوش والكتابات التي تم طمسها بتلك الأعمال الخيرية العشوائية، فلقد سبق وتم استخدام الجوانب العلمية بذلك في جامع الأشرفية ونجحت عملية استعادة النقوش والزخارف والكتابات، بالنسبة للحفريات التي حدثت الآن بالمظفر لم يسبقها تنقيبات أثرية، وهذه الحفريات كان الهدف منها أولاً معرفة مدى الأساسات وإلى أين يصل عمقها، وثانياً: لملاحظة تراكم الطبقات وزمن هذا التراكم وقد وجدنا في الدور الأرضي للمسجد بعض الكسور الفخارية والتي سنستدل من خلالها على العصر الزمني لها ونوع العمل الفني الذي كانت تُصنع فيه هذه الكسور الفخارية والمنشورات الخشبية، مع العلم أن هذا الدور الأرضي استخدم قبل ذلك مخازن لأسلحة الجيش التركي واستخدمه الإمام أحمد “رحمه الله” مخزناً للخردوات من حديد السيارات، لكن مهمته الأساسية في زمن تشييده كان يستخدم كمدرسة لطلاب العلوم الدينية، وكان يسمى ذو عدينة وليس المظفر، وقد تم توسعة هذا المسجد في عهد الملك المظفر، وفي عهد الملك المجاهد، وعهد الملك الأشرف.
لا نعرف شيئاً عن المسروقات
ويواصل العزي مصلح سرده قائلاً: نحن لا نعرف عن المسروقات شيئاً، ولكن كان هناك مجموعة مخطوطات ومصاحف قرآنية، وكتب دينية تاريخية وحسب ما وصلني بأنه تم حصرها وتوثيقها من قبل أجهزة الدولة مثل “الأوقاف، والآثار، والأمن السياسي والبحث الجنائي” وتم حفظها في خزانة، وإذا ما عدنا إلى المسجد ونشأته نقول إنه بني في سنة 665 هجرية، ومرور هذا العمر كله.. لابد أن يحدث فيه تشققات لا سيما في المداميك التي كانوا يضعون عليها روابط خشبية بهدف ربط المداميك، فتآكلت مع الزمن بفعل الأرضة والحشرات القارضة، وحينما تتآكل الأخشاب تحصل عملية هبوط، والجانب الآخر هو اعتقادي أن جامع المظفر وكذا جامع الأشرفية قائمان على خط زلزالي، وهو القادم من جنوب البحر الأحمر المائي الذي يمر بزبيد ثم يعكس الاتجاه ويدخل تعز وينفذ من تحت قلعة القاهرة، ومن ثم إلى البحر العربي.. وتلك الهزات تؤثر على الجوامع كما هو عامل الزمن.
بين السقف والمنبر
ويضيف: العزي قائلاً: حدثت ردمية للطابق الأرضي حينما كسروا وأزالوا السقف الخشبي، وكان يقال بالمثل: “خذ من الجند السقف ومن المظفر المنبر” تعظيماً لحجم الزخارف والتنوع والنقوش في المنبر.. وأتت مرحلة كان هناك فاعلو خير، وهؤلاء كانوا يسببون لنا مشكلة عندما يأتي فاعل الخير لا يرجع إلى الجهات المختصة، كونه يريد الترميم أو القيام بأي شيء للجامع، فيترجّل بنفسه ويأخذ أي مقاول دون إعارة التخصص أي اهتمام، فيدفعه للقيام بالعمل مثل تكسير السقوف، وهذا يتم تحت إشراف الأوقاف وهي جهة غير متخصصة بهذه الأعمال.. الأمر الذي يجعلهم يرممون بمخلفات التكسير في الطابق الأرضي مما أحدث فجوات فيه نتيجة لتلك الردميات، بالنسبة للشيخ محمد سالم البيحاني فوجئنا أنه مدفون في الطابق الأرضي بالمظفر وكان الدفن بطريقة غير صحيحة ولا بطريقة إسلامية.. بقدر ما هي عشوائية حيث فتحت فتحة صغيرة ورمي بها، وهي فتحة بجدار الدور الأرضي وكان الجدار مهدداً بالسقوط والمبنى أيضاً مهدداً بالسقوط، وجهنا مذكرة لوزارة الأوقاف وقلنا لهم: نريد أن نُخرج جثمان العالم البيحاني احتراماً له، ومن أجل سلامة المبنى، وتم ذلك بحضور رجال خير، وعلماء، وتم نقله إلى قبر آخر، وكان بجانبه أيضاً شيخ آخر يُدعى عشال، وقد وجدنا بالدور الأرضي عدة جثث مرمية بطريقة غير صحيحة، ومن المآسي أننا وجدنا كلاباً وقططاً يدخلون من نوافذ الدور الأراضي ويموتون فوق هذه الجثث بعد أن يعبثوا بها، وتم إخراجهم ودفن الجثث بمقبرة جماعية.
الأرضة منتشرة في الجامع
 ويختم العزي بالقول: لقد تم ترميم العديد من الأماكن التي حدث فيها تكسير بما فيها تلك التي تمت لقبر البيحاني بالطابق الأرضي.. مع الأضرار التي أحدثتها نسبة الرطوبة العالية فيه، وكان الهدف من الترميم في المرحلة الأولى تحديد المخاطر حتى لا يحدث انهيار للجامع، والمشكلة الأخرى هي أن هناك انتشاراً كبيراً للأرضة والتي فاجأت الجميع ذات يوم وأثناء هطول الأمطار وخروجها إلى سطح الجامع بشكل مخيف، والصندوق الاجتماعي للتنمية قام بمعالجة ضمنية، وهناك دراسة لترميم الجامع وسيتم تنفيذها من قبل الصندوق لمدة عامين، وأعتقد أن الصندوق قد وافق على تنفيذ هذه الدراسة.
الهيئة صاحبة التخويل
ـ الأخت: بشرى عبدالرزاق الخليدي ـ مدير عام فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات بمحافظة تعز قالت: هيئة الآثار هي السلطة الوحيدة المعنية بعملية التنقيب، ولا نسمح لأية جهة كانت بالقيام بذلك إلا بإشراف الهيئة لضمان الحفاظ على كل ما يتم إخراجه أو إبرازه من الآثار، ولهذا نحن لا نمنح الحق والصلاحية لأية جهة حتى نضمن سلامة وبقاء ما يتم اكتشافه من هذه الآثار التاريخية، وهناك أعمال بحثية للتخرج يقدمها طلاب الجامعات بما يخص الآثار ويتم الإشراف عليها من قبل موظفي الهيئة العامة للآثار المتخصصين بهذا المجال.
 وعن مسألة الترميم للمواقع الأثرية قالت بشرى: مسألة الترميم في المواقع الأثرية، تضع الهيئة العامة الشروط ومرجعية لهذا الأمر، ويتم إبرام عقد من الجهة الممولة للقيام بعملية الترميم حتى لا يتجاوز ما تم الاتفاق عليه بالنماذج، وقواعد الانضباط المنظمة لذلك، فمثل جامع الجند كان هناك اتفاق مع المتبرع بالترميم، وعندما خرج عن الضوابط المحددة قمنا بإيقاف العمل.
آثار ماوية تم حراستها
ـ وأضافت بشرى: ما حصل في منطقة ماوية أنه تم اكتشاف موقع أثري، وقام فرع الهيئة بالتحرك في حينه، وتم إيقاف عملية البحث العشوائي، وقمنا بتكليف أحد موظفي الهيئة العامة للآثار كمندوب للفرع بالمديرية، وهناك تقارير يومية إزاء أي اعتداء يحصل، وهناك موقع أثري بمديرية ماوية ونتوجه هنا بالشكر لشيخ المنطقة التي يقع فيها الموقع الأثري، حيث شكل حراسة بجهوده الذاتية لحماية هذا الموقع، إلى أن يتم التنقيب وإجراء الحفريات اللازمة في الموقع.
وبالنسبة لمتحف تعز الوطني فهو مغلق منذ 2007م بهدف الترميم، وكل محتوياته من الآثار تم تخزينها في مخازن خاصة بها حيث جرى جردها وتوثيقها وفي أمان.
الطمع وراء التخريب
 وقالت بشرى عن الحفريات العشوائية للمواقع الأثرية: إن مكتب الآثار يتعاطى بكل جدية وفاعلية مع كل البلاغات التي تصلنا من الجهات المسئولة أو المواطنين، كونهم هم عيون الهيئة، والمشكلة الحقيقية ناتجة عن جهل وطمع البعض الذين يكونون وراء عملية التخريب للمواقع الأثرية.
وفيما يتعلق بالمظفر لم تحدث هناك أي حفريات في الدور الأرضي لجامع المظفر بالفترة الأخيرة، وكل ما حدث هو عملية دراسة استطلاعية تقيميه لتحديد العمل الذي سيقوم لاحقاً فيه.
وبالنسبة للتشققات الموجودة بالجامع هي موجودة في كل المواقع التاريخية والأثرية في كل محافظات الجمهورية.. ومعرضة للانهيارات بسبب عوامل التعرية والهواء والأمطار أو الرطوبة، والجفاف أو بسبب الأيادي العابثة بما فيه المظفر، الأخ المحافظ ونحن في الهيئة نولي هذا الجانب كل اهتمامنا، ونحاول جاهدين رصد موازنة لإنجاز الكثير في هذا الجانب، وهذا إذا صدقت معنا الحكومة وقامت بتوريد تلك الموازنة لحساب العاصمة الثقافية.
 أما فيما يتعلق بعملية الطمس للنقوش والزخارف الموجودة بالمظفر فهذا كان ناتجاً عن أعمال خيرية تقوم على العشوائية، مثل تبييض المسجد برشه بالنورة والجص، مما يؤدي إلى عملية الطمس تلك، وهي نتاج لعشوائية الأوقاف وجهل القائمين على هذا الجامع أو الجوامع الأثرية الأخرى القديمة، لذلك تم التنسيق مع مكتب الأوقاف بعدم المساس بأي جوامع أثرية وتاريخية إلا بعد الرجوع والاتفاق مع الهيئة العامة للآثار.
فيما التغيير لطراز منارة المظفر استطيع القول إنه ليس بنفس الطراز المعماري الذي يقوم عليه جامع المظفر وهذا لا نلُام نحن فيه، إنما من سبقنا بهذا العمل.
تأجير المواقع الأثرية
 تقول بشرى عن تأجير المواقع الأثرية بتعز: هذه المشكلة كنا نعانيها بشكل كبير نتيجة لقيام أراضي الدولة ومكتب الأوقاف، بتأجير المواقع الأثرية والمعالم، مثل الملحقات التابعة لجامع المظفر، وهذا ما نريد نحن تصحيحه إلا أن الوضع الأمني في البلد، وكما تعرفون بالوقت الراهن لا يسمح بالقيام بأي عمل بهدف تصحيح هذه الأوضاع، وننتظر فقط الاستقرار الأمني لنبدأ في عملنا.
معالم الدولة الرسولية
وتختم بشري بالقول: تدمير آثار الدولة الرسولية والطاهرية بتعز هي نتاج العوامل الطبيعية والإهمال، وكذا الأيادي العابثة التي تُمارس أفعالاً غير قانونية حيال الآثار التاريخية للوطن.
وأخيراً.. يؤسفني القول: إن هناك من يربط الآثار التاريخية للبلاد بالمناكفات السياسية، وهو يتعاطى مع هذه القضية الحساسة بأسلوب يدل على الاستخفاف بعقل الإنسان بهذا البلد، وكان المواطن لا يدري ما يدور حوله وفي دهاليز واقعه الوطني عندما نتحدث عن سرقة، وتدمير متعمد لآثار تعز، نجد مع الأسف من يبرر تلك الأفعال وينفي ما يحدث من عملية نهب وسلب للكنوز الأثرية الوطنية والتي يتم التواطؤ والتعاون فيها بين نافذين وجهات رسمية بقصد الاتجار بتلك الآثار المكتشفة هنا أو هناك في ظل غياب دور أجهزة الدولة المعنية التي يبدو أنها تحاول التغطية على العيون بما حدث للمتحف الوطني بتعز.. وكذا المواقع الأثرية والمعالم التاريخية مثل المظفر والاشرفية، بالرغم من أن هذه القضية لا تحتاج لميكروسكوب لمشاهدة عوامل العبث فيها فيمكن لكل العيون مشاهدة الحقيقة عن قرب واضحة كوضوح الشمس في كبد السماء.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
نص التعليق