الأحد, 30-يونيو 2024- الساعة 07:46 ص - آخر تحديث: 09:47 م (18:47) بتوقيت غرينيتش

محمد سالم بارمادة

مأرب ترفض الجاهلية الأولى

محمد سالم بارمادة

سيبقى اليمن بعمقه العربي

محمد سالم بارمادة

أتعرفون ماذا تعني المواطنة ؟

ياسين سعيد نعمان

وطن النجوم.. وجورج قرداحي
الصفعة التي وجهها هادي للحوثيين في ختام انقلابهم عليه
الخيارات المفتوحة التي ظل الحوثي يلوّح بها في وجه الرئيس هادي منذ حصاره واقتحامه للعاصمة في سبتمبر الماضي حشرت هادي في منزله أمام خيارين: الاستمرار في منصبه لبعض الوقت كدُميَة كاملة للحوثي أو الاستقالة.
استبعد الحوثي كما يبدو الخيار الثاني ظناً منه أن هادي سيختار الأول. لكن هادي خيّب ظنه باختياره الاستقالة كما يبدو من ردة فعل الحوثي: 
ترحيب الحوثيين المبالغ فيه بإستقالة هادي لايعكس فرحتهم بالإستقالة قدرما يعكس صدمتهم بها. ولعل هجومهم الإعلامي على هادي بعد إعلان الإستقالة شكل مؤشراً قوياً على استيائهم منه ليس لأنه هادي الذي دفعوه الى الاستقاله بل لأنه هادي الذي فاجأهم بها. إنهم مستاؤون منه بشدة كمايبدو ليس لأنه هادي الذي انقلبوا عليه بل لأنه هادي الذي "انقلب" عليهم في نهاية المطاف.

تحدث الجميع ومايزالون عن انقلاب الحوثيين على هادي، لكن ما لم يتم الحديث عنه حتى الآن هو "انقلاب" هادي على الحوثيين، إن جاز لنا استخدام كلمة "أنقلاب" هنا (فالحوثيون ليسوا سلطة شرعية وهادي ليس متمرداً حتى نقول إنه "انقلب" عليهم، لكننا سنستخدمها هنا مجازاً). 
أو دعونا نصفها بـ"الصفعة"! 
الصفعة التي وجهها هادي للحوثيين اليوم تتمثل على الأرجح في أنه استقال قبل أن ينقل اليهم شرعيته.
 
كان الحوثيون على الأرجح يرغبون ببقائه لبعض الوقت، كانوا مايزالون بحاجة ماسة له كي ينفِّذ لهم أهم خطوات عملية استكمال استيلائهم على السلطة، وفي مقدمتها: التوقيع على قرار تعيين نائب له منهم مع جملة تعيينات أخرى لممثلين عنهم في سائر مفاصل الدولة.

الحوثيون استولوا على السلطة، لكن استيلاءهم عليها سيظل مفتقراً للشرعية. واستقالة هادي قبل أن ينفِّذ لهم هذه الخطوة ربما يشكل لهم الخبر السيء فقط. الخبر الأسوأ على الأرجح أن هناك طرفاً جاهزاً لتلقي الشرعية الدستورية من هادي بدلاً عنهم: إنه رئيس البرلمان يحيى الراعي، او بعبارة أخرى: صالح وحزب المؤتمر من خلال الراعي. 
إذا كان الحوثي قد وضع هادي أمام خيارين مغلقين على الإستمرار مؤقتاً كدُمية أو الإستقالة، فإن استقالة هادي قد وضعتْ الحوثي أمام خيارين مغلقين على القبول بانتقال الشرعية للراعي أو الإنقلاب على ماتبقى من "شرعيات" في البلد، وعلى رأسها "البرلمان".
 
اقتحام الحوثيين للبرلمان الليلة لمنع انعقاد جلسته الطارئة المخصصة لمناقشة استقالة هادي واتخاذ موقف منها غداً لاتهدف على الأرجح لمنع البرلمان من رفض الاستقالة كما تصور البعض بل لمنعه من قبولها. أعتقد أن أكثر مايتمناه الحوثيون الآن هو رفض البرلمان للاستقالة، وأظنهم سيستميتون في منعه من قبولها. أما تصريح رئاسة البرلمان بأنها سترفض استقالة هادي غداً فربما أعتبره الحوثيون لعبة من صالح لتطمينهم. وعليه، ربما قرروا أخذ المبادرة بأنفسهم.

ومحاصرة الحوثيين لمنزل وزير الشؤون القانونية يمكن قراءتها في نفس السياق (ولاأدري لماذا يحاصرون وزراء آخرين). 
وتصريحات الحوثيين بعدم شرعية البرلمان مؤشر آخر. 
ويبقى هذا كله مجرد تحليل أولي يحتمل الصواب أو الخطأ، لكن ماجرى الليلة وماسيجري غداً داخل البرلمان قد يشكل بداية المواجهة بين صالح والحوثي حول وراثة شرعية هادي، وهي المواجهة التي إنْ لم تحدث غداً فستظل بالإنتظار في قادم الأيام.

فهل بدأت أولى مواجهات مرحلة مابعد هادي بين الحليفين اللدودين اللذين أطاحا بالجميع؟ وهل ستبدأ بينهما من البرلمان حول وراثة شرعية هادي؟ 
لن يطول انتظارنا حتى نعرف.. 
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
نص التعليق