الخميس, 02-مايو 2024- الساعة 12:28 ص - آخر تحديث: 09:47 م (18:47) بتوقيت غرينيتش

محمد سالم بارمادة

مأرب ترفض الجاهلية الأولى

محمد سالم بارمادة

سيبقى اليمن بعمقه العربي

محمد سالم بارمادة

أتعرفون ماذا تعني المواطنة ؟

ياسين سعيد نعمان

وطن النجوم.. وجورج قرداحي
حضارة وتراث في بلادنا اليمن ( أبين –الجوف) 1

محافظة أبين

 تحفة معمارية حديثة لأندر تحف التاريخ

    تكتنز محافظة أبين كثيراً من الآثار والمخطوطات اليمنية القديمة التي تعود إلى العصور المختلفة ولكون المحافظة تزخر بأشكال مختلفة من الآثار فقد سعت الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات بالتعاون مع فرعها في محافظة أبين إلى بناء متحف يضم تلك المكنوزات التي اكتشفت في محافظة أبين خلال المسوحات التي أجريت خلال الأعوام الماضية من عمر الوحدة اليمنية .

    هذا المتحف الذي بني بطراز معماري فريد أظهر شكلاً متميزاً يعكس الطابع المعماري الجميل الذي تتميز به العمارة اليمنية وبلغت تكلفة المتحف نحو 28 مليون ريال وهو جاهز حالياً بشكله النهائي لافتتاحه خلال احتفالات بلادنا بالعيد الخامس عشر للوحدة اليمنية المباركة ويتكون المتحف من أربع صالات كبيرة وإدارة للمتحف وبدروم يحتوي على مختبر لترميم القطع الأثرية القديمة .

    ومن ابرز الآثار الموجودة في المتحف حاليا مسرجة من البرونز لا توجد أختها إلا في المتحف البريطاني بحسب قول مدير عام الآثار والمخطوطات بابين إلى جانب بعض المخطوطات القديمة التي كتبت بالخط المسند وغيره من الخطوط التي كانت تكتب في عصور ما قبل الإسلام ، بالإضافة إلى جرة فخارية مصنوعة من الطين الأبيض ذات مقبضين ويعود تاريخها للقرنين الأول و الثاني الميلاديين وقد جدت ضمن الآثار الجنائزية أي التي وجدت داخل القبور التي تم اكتشافها في أبين مؤخراً ، كما يوجد في المتحف عقود مختلفة من الأحجار الكريمة التي كانت تتزين بها النساء في السابق وقد تم استخراج تلك الأحجار الكريمة من موقع “الحصمة” ويعود تاريخها إلى القرنين الأول والثاني الميلاديين وهذه الأحجار وجدت أيضاً ضمن الأثاث الجنائزي .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  

محافظة الجوف

 

    الجوف إحدى أهم المحافظات اليمنية الواقعة ضمن النطاق الجغرافي المعروف تاريخياً بمشرق اليمن حيث تقع المحافظة شمال شرق العاصمة صنعاء بمسافة 170كم ويبلغ عدد سكان محافظة الجوف حسب التعداد السكاني لعام 1994حوالي 169.440 نسمة وتتوزع تضاريس المحافظة بين مرتفعات جبلية وهضاب وسهول واسعة تضم أراض خصبة ووديان كبيرة ومناطق صحراوية وشبة صحراوية ، وتتكون محافظة الجوف من12مديرية هي ” الحزم، الغيل، المتون، الزاهر، خراب، المراشي، برط العنان، الخلق، المصلوب، المطمة، الحميدات، رجوزة، خب والشعف ” .

نبذه تاريخية : -

    على ضفاف وادي الجوف قامت حضارة الدولة المعينية ووصل أهلها إلى مستويات عالية من العلوم والمعارف فقد برعوا في فنون العمارة وشيدوا المدن الجميلة والمعابر المزخرفة بإتقان وذوق رفيع على صخور أعمدتها الجرانيتية .  

    كما بر المعينيون في الزراعة والصناعة واشتهروا بالتجارة وشيدوا المحطات التجارية أثناء ازدهار نشاط طريق اللبان التجاري وامتد نفوذهم إلى بعض المناطق في شمال الجزيرة العربية وتتحدث عن مآثرهم النقوش اليمنية القديمة التي عثر عليها في العُلا بأعالي الحجار والنقوش الفرعونية التي تم العثور عليها في أرض مصر على قبر رجل معيني كان يمارس مهنة التجارة ويقوم بإمداد المعابد المصرية القديمة بالسلع المقدسة ويعود تاريخ النقش إلى القرن الثالث قبل الميلاد كما وثق المعينيون معاهدتهم التجارية مع بعض الدول اليمنية القديمة التي كانت مسيطرة على الموانئ البحرية المطلة على البحر العربي والبحر الأحمر ، وكانت مواقع حضارة معين مقصداً للمستشرقين خلال القرنين 19-20 الميلاديين وفي أوج ازدهار الحضارة المعينية ازدادت شهرتها حتى وصلت مراكز حضارات العالم القديم وكتب عنها الكلاسيكيون ومن اليونان والرومان وكان أخرهم “استرابو” صاحب غزوة القائد الروماني “اليوس جالوس” لأرض الجوف عام 24 قبل الميلاد وكانت جهود البعثات الأثرية الإيطالية والفرنسية التي قامت بأعمال تنقيب اثري في مواقع محددة من ارض الجوف كشفت نتائج علمية جديدة تشير إلى إن الدولة المعينية عاصرت مرحلة ازدهار الدولة السبئية وكانت تارة تدور في فلكها وتارة أخرى مستقلة ورغم ذلك لا يزال جوف المعينين يخفي تحت الخرائب والأنقاض الأثرية أسراراً كثيرة لحضارة عظيمة .

    التاريخ العريق والمشرف الذي ورثة أبناء محافظة الجوف وشعبنا اليمني ما يميز محافظة الجوف عن غيرها من المدن اليمنية كثرة المدن والمواقع الأثرية التي تزخر بها هذه المحافظة والمجسدة لعظمة وعراقة الدولة المعينية القديمة إلى جانب المعالم الأثرية والإسلامية من مساجد وقلاع وحصون تنتشر على طول وعرض هذه المحافظة الشاسعة المترامية الأطراف

المواقع التاريخية و الأثرية:

    كثيرة هي الآثار والمواقع والمدن التاريخية التي تحتضنها محافظة الجوف بين ثنايا التاريخ وكثبان الرمال ويقال إن عددها يصل إلى أكثر من 43 موقعاً أثرياً صنعتها أنامل أبناء الدولة المعينية التي ازدهرت خلال العصر الأول من تاريخ اليمن القديم وكانت إحدى الكيانات السياسية المجاورة للدولة السبئية الأم في بلاد العرب الجنوبية تدور في فلكها أو تنفصل عنها ثم تتحالف مع قتبان وحضرموت ضدها .

    ولقد كان لحضارة دولة معين التي اشتهرت بالرخاء والازدهار دور عظيم في تشييد *** وبناء السدود العملاقة وإقامة المدن والمستوطنات التاريخية .

معين :-

    هنا في محافظة الجوف تقع مدينة معين التاريخية وتحديداً جنوب شرق مدينة الحزم عاصمة المحافظة التي تبعد عنها بحوالي10 كيلومترات تقريباً ، وهي إحدى أهم واكبر المدن المعينية ولا تزال حتى وقتنا الحاضر تحتفظ ببعض المعالم الأثرية كالأبراج وأجزاء من السور الحجري الذي يبلغ ارتفاعه 15 متراً وله بوابتان أحداهما غربية والأخرى شرقية وتتخلله أبراج المراقبة وفتحات للرشق بالسهام كما يوجد بداخل المدينة المعبد الذي حمته الأسوار ، فيما لا تزال معظم كنوزها ومعالمها الأثرية مطمورة تحت الرمال ولم يتم التنقيب عنها واكتشافها بعد ، و قد ظلت مدينة معين الأثرية مأهولة بالسكان حتى القرن الثاني عشر الميلادي وخلت من السكان منذ تسعة قرون تقريباً .

براقش:-

    إلى الجنوب من مديرية الخلق وعلى بعد خمسة كيلومترات تقريبا غرب الخط الإسفلتي الرئيسي الذي يربط محافظة الجوف بالعاصمة صنعاء ومحافظة مأرب تقع مدينة براقش الأثرية كقلعة مهيبة فوق تله مرتفعة محاطة بأسوارها الحصينة والمنيعة من كافة الاتجاهات والتي قام بتجديدها وإعادة بناء وترميم الأجزاء المهدمة منها السبئيون عام 450 ق.م عندما تمكنوا من الاستيلاء عليها وبسط نفوذها عليها ويلاحظ الزائر والوافد لموقع مدينة براقش كثرة المعابد منصبة حتى الآن وتدلل على غلبة الطابع الديني لهذه المدينة التي تكتظ بالآثار والنقوش المحفورة على أحجار ومداميك بنيانها والسور الكبير الذي يحيط بها وله بوابات منجورة من الأحجار البيضاء .

    ومن أهم المعابد فيها معبد “عشترا” الواقع في الجزء الجنوبي من المدينة وبه 16 عمودا رأسياً وأفقياً ومعبد أخر في وسط المدينة تظهر منه 4 أعمدة كما توجد العديد من النقوش الحجرية المكتوبة بخط المسند التي حاول القائد الروماني “أليوس جالوس” البحث عنها والاستيلاء على كنوزها الأثرية بدخوله وجيشه المدينة في العام 24 ق. م إلا إن إمالة وتطلعاته باءت بالخيبة والفشل الذريع بعد عودته مهزوما منكسراً .

معبد بنات عاد:

    يتكون معبد بنات عاد من أعمدة ورسوم ومقصورة وفناء محاط بأروقة وله بوابة كبيرة وممر محاط بمقاعد حجرية ونصف مصقولة وتزين جدرانه وأعمدته زخارف تمثل نباتات وثعابين وشخصيات نسائية وبسببها أطلق على المعبد مسمى معبد بنات عاد ، الذي يعتبر من أفخم المعابد اليمنية هندسة وزخرفة ما يعكس اهتمامات المعينين بالجانب الديني الذي يقوم على عبادة النجوم والتي اتخذها المعينيون والسبئيون عوامل رئيسية لتثبيت سلطانهم ونفوذهم على بقية مناطق وأطراف اليمن .

يثل:

    تعتبر مدينة يثل الأثرية المنشأ الأول للدولة المعينية وعاصمتها الدينية وتسمى حاليا بخربة “كمناء” وتقع غرب مدينة الحزم على بعد عشرة كيلومترات تقريباً ، وقد ظلت هذه المدينة الأثرية محتفظة بطابعها الديني كعاصمة دينية للدولة المعينية وهي محاطة بسور يصل ارتفاعه إلى ثمانية أمتار لا 0يزال في حالة جيدة ومن أحسن الأسوار القديمة وله 57 برجا وبوابتان شرقية وغربية .

السوداء:

    تقع مدينة السوداء بمديرية المصلوب إلى الشرق من مدينة البيضاء الأثرية بمسافة 20 كيلومتراً تقريباً وهي مدينة أثرية قديمة ويقال إنها كانت عاصمة المعينين وكانت تدعى “قرناو” أما اسمها الجديد فهو السوداء نسبة إلى أحجارها السوداء وهي مليئة بالآثار والمعالم والقطع الأثرية والنقوش ، ويحيط بها سور له بوابات منجورة من الأحجار السوداء إلا إن أجزاء كثيرة من هذا السور انهارت وهدمت البوابة الشرقية تماماً ، فيما لاتزال البوابة الغربية محتفظة بمعالمها الأثرية بينما المعبد الذي بداخل المدينة والقصور والكنوز الأثرية التي يحميها السور ودفنت بالتراب لم ترحمها معاول الهدم والدمار والعبث التي تحفر فيها بشكل عشوائي ليلاً ونهاراً بلا هوادة وشوهت معالمها وتمكنت من السطو على ما كتنزه من قطع أثرية .

 

 

البيضاء :

    كانت مدينة البيضاء الأثرية الواقعة إلى الغرب من مدينة السوداء بمديرية المصلوب مدينة تاريخية عظيمة وهي غنية بالنقوش والآثار وتتمتع بفن معماري فريد ومطرز بمختلف الأشكال الهندسية ، أما سورها فقد تهدم ولم يتبقَ منه سوى البوابة وقد أسميت بالبيضاء نسبة إلى أحجارها البيضاء الناصعة .

مواقع أثرية أخرى:

    ومن المدن والمواقع الأثرية بهذه المحافظة الاحقاف ودروب الصبي وشعب الكافر وخربة اللسان وغيرها من المدن والمواقع الأثرية وبخاصة بقايا المعابد القديمة والمقابر المدفونة والقلاع والحصون والنوب المهجورة والبرك وقنوات الري القديمة في كل من مديرية الزاهر التي تبعد عن مدينة الحزم عاصمة المحافظة بحوالي30 كيلومتراً تقريباً ومديرية المطمة، وبرط العنان ، والمراشي ، ورجوزة ، وخب الشعف ، والمناطق الواقعة في ضواحي مدينة الحزم وفي المناطق الواقعة في الجهة الشرقية من مدينة براقش الأثرية .

المساجد التاريخية:

    تشكل المساجد والجوامع القديمة التي تزخر بها محافظة الجوف احد المعالم الأثرية والتاريخية في المحافظة ومن أهم هذه المساجد التي لا تزال معالمها قائمة حتى وقتنا الحاضر.  

مسجد يحيى بن حمزة:

    ويقع في مديرية الزاهر ويعود تاريخ بنائه إلى مئات السنين وبداخله مخطوطات وزخارف مزينة بالنقوش الزاهية والفريدة ، إلى جانب الجامع الكبير في قلب المدينة القديمة الحزم وقد قام بتأسيسه احمد عبد الله ياقوت سنة 250 هـ وكان يتسع آنذاك لحوالي مائه مصل وأعيد بناؤه و تجديده عام 1379 هـ ثن في عام 1982 م ، وقد بني الجامع من الطين ويتسع لحوالي خمسمائة مصل وله مئذنة حديثة البناء و مسقوف من الخشب تزينه الألواح الخشبية التي ثبتت عليها النقوش والآيات القرآنية وبعض الأحاديث النبوية ويتوسط جدار القبلة محراب مجوف وبارز إلى الخارج لمسافة بسيطة وفي مكتبة الجامع مخطوطات قديمة منها طبعة حيدر عباد وطبعة الحلبية المصرية ومصحف واحد وهناك الكثير من المخطوطات والمصاحف القديمة قد اختفت من الجامع .  

    كما يوجد في محافظة الجوف جامع معين الذي تشير المصادر التاريخية انه أسس عام 420 هـ في عهد الإمام احمد بن سليمان الذي وصل إلى الجوف قادما من نجران وصعدة وسكن معين الواقعة في منطقة وادي الشجن ، وكان هذا المسجد قد بني من الطين وبجواره حصنان بنيا كذلك من الطين وكانت مزودة بأماكن الخيالة والعسكر وبئرين مع كل حصن وبواسطتهما كان يتم منع المهربين الواصلين من حضرموت وشبوة ومأرب وما خلفهما وإجبارهم على تسليم الجباية .

    وكذا مسجد حاجيه الذي كان له دور كبير في الدعوة ونشر تعاليم الدين الإسلامي بالمنطقة وقد قام بتأسيسه احمد بن سليمان قبل مجيء عصر الإمام عبد الله بن حمزة ومنه ألقى احمد بن سليمان أول خطبة في الحزم سنة 423هـ في شهر شعبان وقد دونت خطبته هذه في كتاب أسمة الحدائق الوردية .

مسجد براقش:

    يقع المسجد وسط منطقة براقش الأثرية وقد بناه الإمام عبد الله بن حمزة الذي جاء بالدعوة إلى الجوف عام 480 هـ وانطلق بها من براقش ومن المسجد هذا إلى مختلف مناطق المحافظة وفي عهده اتسعت العمارة وشيدت الحصون بما فيها النوب مثل نوبة آل عبيد في شمال الحزم ونوبة آل الشيبة في شرق الحزم كما قامت زوجته بحفر بئر تحت هذه النوبة ، ولا زالت مسماه باسمها حتى الآن وقامت كذلك ببناء جامع بجانب البئر وهناك مسجد سهيل الذي بناه الحصان بن سهيل وكان موجودا بجوار الجامع الكبير بمدينة الحزم إلا انه هدم مع البئر ودخل ضمن توسعة الجامع الكبير ومدرسة تحفيظ القران الكريم .

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
نص التعليق