![](images/home.jpg)
كتب/ المحرر السياسي
وسط زحام من الجدالات العبثية التي نشهدها في اوساط اعضاء وقيادات ومفكري حزب المؤتمر الشعبي العام حول طبيعة وواقع ومستقبل العلاقة بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام والرئيس عبدربه منصور هادي النائب الاول والامين العام للمؤتمر الشعبي العام..
وسط هذا الزحام تبرز حقيقة مأساوية مفادها انه وفي لحظة غباء سياسي تغلفها انانية سياسية يكاد المؤتمر يخسر او يفرط في احد من اهم وابرز زعمائه ان لم نقل اقواهم وانسبهم وافضلهم حاليا وهو الرئيس هادي مقابل التمسك بزعيم بات من المؤكد انه على وشك الافول.
فالرئيس هادي وبما اثبتته الوقائع والاحداث بات دون مبالغة في القول الزعيم الاقوى للمؤتمر الشعبي العام وظهر ذلك جليا من خلال براعته الفائقة في التعامل بل والتحكم في المعادلات المختلفة للتوازنات المتعددة وعلى مختلف الصعد السياسية والعسكرية بل والقبلية ايضا، وهو القادر والجميع مدرك لذلك على التعامل ببراعة مع توازنات القضية الجنوبية وهناك دلائل ومؤشرات كثيرة تدل على هذه المقدرة، هذا على الصعيد الداخلي وعلى الصعيد الخارجي اثبت الرئيس هادي براعة واضحة في التعامل مع التوازنات والضغوطات الاقليمية والدولية التي تؤثر بمسار العمل السياسي في اليمن سواء من خلال تعامله المنطقي مع الولايات المتحدة الامريكية وباقي الدول العظمى كبريطانيا وروسيا، بالاضافة الى تعامله الثابت والقوي مع ما تفرضه السياسات الاقليمية من دول الجوار والاشقاء في كل ما يخص نجاح عملية التغيير السياسي وبناء الدولة المدنية الحديثة.
فالرئيس هادي يسير بخطى ثابتة ومدروسة غير متعجلة محورها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وابرز الياتها انجاز دستور جديد والاستفتاء عليه واجراء انتخابات رئاسية وبرلمانيه في اليمن كل ذلك باتجاه بناء يمن قوي وجديد.
وفي المقابل نجد الرئيس السابق يسير بالتنظيم (حزب المؤتمر الشعبي العام) نحو افاق مجهولة وطريق مسدود معتمدا في ذلك على استثمار العواطف وابتزاز المشاعر التي يكنها اغلب ابناء الشعب اليمني لحزب المؤتمر الشعبي العام وتجييرها لحساباته الخاصة التي تتمثل في الرغبة في الانتقام ومحاولة اثبات انه لا يزال هو الافضل وانه فقط القادر على مواجهة أي ضغوط محلية او دولية مهما كانت، ومحاطا في ذلك بفريق وأشخاص لا يمتلكون من الحنكة والوفاء للمؤتمر كتنظيم بقدر من ما يمتلكون من الانانية وحب الذات وتأليه الاشخاص حرصا منهم على مصالحهم الشخصية ولو كان ذلك على حساب مستقبل وكيان تنظيم قوي كالمؤتمر الشعبي العام.
وعلى الرغم من قدرة صالح في استثمار ودغدغة عواطف مناصريه الا ان هذه المقدرة لا يمكن استثمارها في خدمة المؤتمر الا في نطاق محدود جدا بسبب اقتراب صلاحيتها من الانتهاء، وايضا لانها قدرة باتت في محل استثمار لفئات ومصالح محدودة.
بمعنى انها قدرة سلبية لا يمكن اعتبارها ضمن مقومات بناء ونجاح المؤتمر كحزب قوي، وهي ايضا قوة تمثل عامل استفزاز لقوى دولية واقليمية وقوى داخلية، وهو استفزاز من المؤكد سيؤثر سلبا على مستقبل امن واستقرار اليمن، بالاضافة الى ان الكثير بات يدرك انها قوة تحمل في طياتها مشروع توريث في اطار الحزب ، يرى الكثيرين انه صالح يسعى لتوريث رئاسة الحزب لنجله احمد علي صالح، على الرغم من ان احد مخرجات الحوار الوطني تمنع نجله من ممارسة هذا الدور الا بعد مرور عشر سنوات من مزاولته عمل مدني بعد انتقاله من العمل في السلك العسكري..
اذا يا قيادات ومفكري وعباقرة المؤتمر اين حنكتكم وعقولكم وعبقريتكم الا تدركون نتائج هذه المعادلة وتضحون بزعيم قادر على اضافة قوة اضافية ولم شمل المؤتمريين ليس على مستوى الشمال والجنوب فقط وانما على مستوى ابسط التكوينات لهذا الحزب العريق الذي يضم كافة فئات المجتمع ومن كل مناطق ومحافظات وقرى وعزل ومديريات الجمهورية اليمنية فهل سننتظر طويلا حتى يقرر هؤلاء العباقرة والمفكرين والقادة من هو الزعيم الافضل والانسب ليس للمؤتمر فقط بل ولليمن خلال المرحلة الحالية والمقبلة .