الأحد, 06-اكتوبر 2024- الساعة 03:57 ص - آخر تحديث: 09:47 م (18:47) بتوقيت غرينيتش

محمد سالم بارمادة

مأرب ترفض الجاهلية الأولى

محمد سالم بارمادة

سيبقى اليمن بعمقه العربي

محمد سالم بارمادة

أتعرفون ماذا تعني المواطنة ؟

ياسين سعيد نعمان

وطن النجوم.. وجورج قرداحي
الحوثيين
زعيم الحوثيين يستغل مقتل الصماد لنهب مزيد من أموال لتمويل مجهوده الحربي ..تفاصيل

استغل زعيم مليشيا الانقلاب عبد الملك الحوثي مقتل صالح الصماد، في خطابه الأخير، يوم أمس الأول، لشرعنة نهب اليمنيين وقتلهم وابتزازهم، حيث وأمر زعيم المليشيا النواب الخاضعين لجماعته في صنعاء بإسراع إصدار مشروع قانون ، يتيح له جباية مزيد من أموال اليمنيين وثرواتهم لتمويل مجهوده الحربي والإنفاق على ميليشياته. 

وتضمن خطاب زعيم المليشيا توجيهات مباشرة لرجال الأعمال والتجار لدفع المزيد من الأموال لتمويل المجهود الحربي والإنفاق على عناصر الجماعة الملتحقين بجبهات القتال. 

كما فضح الحوثي مدى تسلطه كاشفا عن إمساكه المحكم بكافة شؤون جماعته وتحركات قادته، إضافة إلى معرفته بالتفاصيل الصغيرة، المتعلقة بما يدور في كواليس صنعاء والمناطق التي تسيطر عليها المليشيا، حيث أكد أن رئيس مجلسه الانقلابي الصريع صالح الصماد كان لا يتحرك ميدانيا أو يتخذ أي أمر إلا بالرجوع إليه لأخذ الإذن، بما في ذلك مسألة الانتقال الميداني الذي لقي فيه حتفه. 

زيف الخطابات 

ويرى مراقبون أن هذا الاعتراف الحوثي بتسلطه يعكس زيف الخطاب العام الذي تردده الميليشيا عن رغبتها في التعايش والشراكة مع القوى الأخرى، إذ إن زعيمها هو الحاكم المطلق، وهو ما يدلل كذلك على مسؤوليته المباشرة عن كافة الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها أتباعه. 

حكر الحكم على السلالة 

وحاول زعيم المليشيا أن ينفي مسؤوليته المباشرة عن تعيين صهره ومدير مكتبه مهدي المشاط رئيسا لمجلس حكم الميليشيا خلفا للصماد، إلا أن هذا النفي، يرجح في حد ذاته العكس تماما، إذ إنه هو من أوعز لقادة الميليشيا باختيار خليفة الصماد، إمعانا منه في تركيز كافة أنواع السلطة في يد أتباعه والمقربين من دائرته المباشرة، حتى يضمن عدم تسرب أي صلاحيات في القرار إلى ممثلي القوى الأخرى المتحالفة معه. 

وعن تعيين مهدي المشاط يقول الناشط السياسي عباس الضالعي :” مهدي المشاط لا يوجد لديه مؤهلات قيادية سوى أنه صهر عبدالملك الحوثي ومقرب من قيادات بالحرس الثوري الايراني وحزب الله”. 

وأضاف الضالعي “المعلومات الاولية ان هناك غضب من تعيينه رئيس للمجلس السياسي واتهامات للواء يحيى الشامي(الحاكم الفعلي للمليشيا) بأنه من اقنع عبدالملك بتعيينه”. 

خداع الجماهير 

ولم يفوت زعيم الميليشيا عملية استثمار مقتل الصماد، لإبداء الإعجاب بمدى إخلاصه للمليشيا، بل زعم أن مصرعه لم يؤثر على معنويات بقية قادته، في الوقت الذي بدا فيه متوسلا لحشد المقاتلين، إضافة إلى محاولته إيهام سكان محافظة الحديدة أن الصماد لقي حتفه وهو يحاول الدفاع عنهم، وليس لسرقة أراضيهم وأموالهم كما كان يفعل غيره من أتباع النظام السابق، في إشارة اتهامية إلى قيادات حزب “المؤتمر الشعبي” وأتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح. 

وتضمن خطاب الحوثي هجوما مبهما على وزراء قال إنهم يحاولون البحث عن بطولات لتلميع أنفسهم كما يحاولون التسلق على ظهور الآخرين، دون القيام بواجباتهم، في إشارة مبطنة إلى النائب في البرلمان ووزير حكومة الانقلاب للصناعة والتجارة الذي شن قبل أيام هجوما ناريا على المليشيا الحوثية متهما إياها بالسطو على موارد الدولة. 

انتهازية القتل 

وحتى لا يتطاول حلفاء المليشيا في صنعاء على عناصرها الطائفيين، لمنازعتهم أي سلطات، قطع الحوثي عليهم الباب بتذكيرهم أن جماعته هي التي تضحي وتقدم القتلى من بين قياداتها “من مختلف المستويات من الصف الأول إلى كل المستويات” على حد قوله. 

إلى ذلك، كانت الدعوة إلى التحشيد والبحث عن المقاتلين، هي الخلاصة التي أراد الحوثي أن يوصلها من خلال خطابه إلى أتباعه في مناطق سيطرتهم، لجهة النزيف المستمر الذي باتت تعانيه الجماعة جراء تناقص أعداد مقاتليها في المواجهات وضربات طيران تحالف دعم الشرعية. 

حرب مجنونة 

وعن دعوات القتل والتحريض على اليمنيين من قبل زعيم المليشيا يقول الصحفي والكاتب اليمني سامي الغباري :” يتوارى عبدالملك الحوثي خلف الشاشات ويحرض جمهور الهاشميين على قتال اليمنيين ليورطهم في حربه المجنونة”. 

وأضاف الغباري ” يقتلون أولادهم بأيديهم فلا هُم حكموا ولا هُم تناولوا النعيم بأيديهم ، يعيشون رعب الثأر فيستمرون في القمع والتنكيل والخيانة ، ويعملقون الغضب الساطع لكل يمني” .مردفاً “لن يقفل باب مدينتنا”. 

اختلاس وابتزاز 

غير أن الشق الآخر والأهم من هذه الدعوة تمثل في مخاطبة رجال الأعمال والتجار لحضهم على مزيد من الإنفاق لتمويل المجهود الحربي ورعاية أسر المقاتلين، على رغم الضرائب التي يدفعونها والإتاوات المستمرة التي قادت بعض التجار خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة إلى الإفلاس. 

واستنكر السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر تناقضات زعيم الميليشيا الحوثية عبد الملك الحوثي، في خطابه ، الذي حاول فيه تمرير أوامر لنهب اليمنيين واستمرار القتل ودعوات الموت. 

وغرد آل جابر في حسابه على “تويتر” قائلا: “قائد الميليشيا الحوثية الانقلابية يختبئ في كهفه بحراسة خاصة من الحرس الثوري الإيراني، ويأمر أتباعه بقتل اليمنيين ونقض الاتفاقيات، ويغدر بحلفائه، ويعتدي على جيرانه سافكا الدم المسلم، ثم يخرج ذليلاً من كهفه؛ ليتحدث باسم الإسلام واليمن”. 

مستقبل الخٌمس 

من جانبه الكاتب الصحفي عارف أبو حاتم تحدث عن الهدف من القانون الأخير للمليشيا بقوله ” الدفع بقانون الخُمُس إلى البرلمان خطوة ذكية جدا من عبدالملك الحوثي، أراد أن يقول للهاشميين هذه حربكم والمستقبل نعيمكم.. قفوا معي وستكونون من ذوي النعم والأموال والرفاهية.. سنأكل وحدنا خُمْس خيرات اليمن”. 

وأضاف أبو حاتم “وإذا استقر له الأمر سيقتلهم كما فعل الإمام أحمد مع الوزير والموشكي والوريث”. 

وفي موازاة هذه الدعوة التي يرجح المراقبون أن تقوم المليشيا بترجمتها عمليا على أرض الواقع، شدد الحوثي على النواب الخاضعين لقبضة الجماعة في صنعاء للإسراع بإقرار قانون للزكاة كانت المليشيا أرسلته للنواب في انتظار أن يقوموا بإقراره لمنحه شرعنة صورية باطلة. 

الزينبيات القادة 

واتساقا مع نزوع زعيم المليشيا إلى تركيز كافة شؤون سلطته في قبضة الجماعة، تولت شقيقته بشرى الحوثي زعامة المجتمع النسائي في صنعاء ومناطق سيطرة الجماعة، إضافة إلى قيادة عناصر الأمن النسائي للجماعة المعروفات بالزينبيات. 

وفي هذا السياق، ذكرت المصادر الرسمية للمليشيا أن شقيقة الحوثي أقامت حفل عزاء في صنعاء، لمقتل الصماد، بحضور زوجة الأخير وقريباته، إضافة إلى القيادات النسائية المواليات للجماعة.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
نص التعليق